مشعل ابا الودع الحربي
حالة من الارتباك سادت في ايران وقطر وعند اذناب ايران في المنطقة بعد فرض العقوبات الاميركية على ايران ،وبدأ انصار النظام الايراني بالترويج لفكرة ان ايران يمكن ان تعيش من دون العالم الخارجي ،وانه لو تم بناء سور حول ايران فسوف يعيش الشعب الايراني في خيرات ايران ،وانها ليست بحاجة الى بيع النفط بل هي تفعل بذلك لمساعدة العالم فقط ،وان الايرادت النفطية تمثل جزءا بسيطا من الدخل الايراني.
من وجهة نظري ان التخبط الايراني جاء نتيجة العقوبات الاكثر صرامة في تاريخ النظام الايراني ،وكل الاكاذيب التي يتم الترويج لها لن تجدي نفعا للشعب الايراني ، فالحياة في الشارع الايراني قاسية جدا مع الغلاء وارتفاع البطالة ،والتصادم بدأ مع النظام الايراني في شوارع المدن الايرانية بالاضافة الى ازمة المياه التي تهدد الحياة في كل المدن الايرانية .
التخبط والقلق امتدا الى قطر بسبب علاقتها مع ايران والتي يمكن ان تتأثر بعد فرض الحزمة الجديدة من العقوبات التي دخلت حيز التنفيذ الاسبوع الماضي ،وقطر تعاني من العزلة بعد مقاطعة دول خليجية وعربية لها بسبب سياساتها الداعمة للارهاب ،وهي تحاول الآن مساعدة نظام الملالي على تخطي العقوبات من خلال الالتفاف على هذه العقوبات ،وزيارة محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية القطري الى العراق تؤكد ان قطر تريد مساعدة ايران بالاضافة الى الاستثمار القطري في اعادة اعمار العراق لتعويض الخسائر القطرية نتيجة المقاطعة لها ونتيجة افتضاح امرها بدعم الارهاب ،ما جعل الشركات الاجنبية تخرج من قطر وهذا سبب خسائر كبيرة في القطاعات المالية والمصرفية وهي تريد الان استغلال العراق لتعويض هذه الخسائر .
اذناب ايران من الميليشيات الارهابية التي يدعمها نظام الملالي بدأت في الانهيار ، والهزائم تلاحق جماعة الحوثي في اليمن في صعدة و الحديدة وصنعاء، وهي الان في طريقها الى الجبال للعيش في الظلام مرة اخرى ،وهذا ينطبق على “حزب الله” في لبنان وكل الميليشيات التي تدعمها ايران في العراق وسورية ، وقد هددت اسرائيل في حال ارسال ايران اسلحة وصواريخ بالستية الى العراق وسورية لتهديد اسرائيل فإنها ستوجه ضربات الى اماكن تصنيع وتخزين الاسلحة الايرانية في سورية والعراق .
العقوبات الاميركية المفروضة على نظام الملالي هدفها منع الاموال من الوصول الى ميليشيات ايران والجماعات الارهابية التي يدعمها نظام الملالي ، وايران استطاعت شراء ولاءات بعض الجماعات الارهابية في سورية بمساعدة قطرية لان قطر على علاقة جيدة بالجماعات الارهابية في سورية ودعمتها بالمال والسلاح طوال سنوات الازمة السورية .
الارتباك الايراني القطري جعلهم يستهدفون المعارضين الايرانيين والقطريين في اوروبا ، وقد استطاعت دول اوروبية مثل فرنسا وبلجيكا والدنمارك كشف المخططات الايرانية لاغتيال المعارضين وكذلك قطر التي اختطفت المعارض القطري خالد الهيل عن طريق مجموعة من الاشخاص المقربين منه ،وتم ضربه وتخديره واخفاؤه داخل السفارة القطرية في لندن ،ولم نر الضجة الاعلامية التي رأيناها في قضية خاشقجي لان اغلب المنظمات ووسائل الاعلام تدفع لها قطر الملايين لمهاجمة السعودية .
خالد الهيل من اكبر المعارضين للنظام القطري ،وكشف اساليب النظام في قمع المعارضين واستخدام امن الدولة لقمع الشعب القطري ،لذلك تم اختطافه في السفارة القطرية في لندن والهيل كان يعلم بمخططات النظام القطري لاختطاف المعارضين وحذر المعارضين من ذلك لكنه للأسف وقع في الفخ بعد خيانته من بعض المقربين منه .
النظام الايراني على وشك الانهيار، وسوف ينهار
معه كل اذناب ايران في المنطقة ،والارتباك الايراني القطري خير دليل ،وهزائم الحوثي اكبر دليل على نهاية الملالي.
كاتب سعودي