كتب – مفرح حجاب:
ليلة من برنامج “ليالي الكويت ” لن ينساها عشاق الفن الشعبي ومحبو فنون الآباء والأجداد، هي ليلة الفنان سلمان العماري، الذي استضافه البرنامج في سهرة أول من أمس الأربعاء، حيث ملأ استديوهات تلفزيون الكويت طربا وبهجة على إيقاع المراويس وموسيقى فرقته، في السمرة الأولى التي يقدمها هذا البرنامج، في حلقة استثنائية قدمها الفنان خالد البريكي والمذيع سعود المزيعل، لم يكن فيها الكثير من السرد أو التقارير المعلبة، بل كانت أشبه بالسهل الممتنع وجاءت مختلفة في كل تفاصيلها.
بداية الحلقة ليست كما هو معتاد من تقديم المذيعين لمقدمة عن تفاصيل الحلقة، بل كانت المقدمة عند ضيف السهرة سلمان العماري، الذي بدأها بنوع نادر من الفنون وهو “صوت شامي” من خلال أغنية “يا حمام مالك” ثم فتح شهية خالد البريكي، الذي كان هو أيضا ملح الحلقة لاهتمامه الدائم بالسمرات وهذا النوع من الفنون الأصيلة ومن يقدمها في الكويت والخليج، كذلك كان المذيع سعود المزيعل، حيث جاء الحوار بين الثلاثي أشبه بالحكايات وخرج من القلب إلى القلب، فراح العماري يتحدث عن بدايته الفنية وأنه تعلم العزف على آلة العود وهو بعمر 21 عاما وكان الأمر بالنسبة له تحديا مع شخص آخر، ثم كشف عن ذهابه إلى الفرق الشعبية والتعرف على فنونها بالرغم من انه ليس عضوا فيها إلى أن قدم أول “سمرة ” له في العام 1989 بمنطقة الفنيطيس، مشيرا إلى أن الفرق الشعبية تظل هي الرافد الحقيقي للفنون الشعبية.
ولفت إلى أنه تعلم العوف على آلة العود لوجود هذه الآلة في البيت، حيث يعزف أخوه الأكبر عليها، منوها إلى انه ما زال حتى الآن يعتبر نفسه هاويا لهذا الفن وليس محترفا.
وقال العماري: ان السمرة هي من الفنون الجميلة والمتأصلة في المجتمع منذ القدم، فعندما تذكر كلمة “سمرة” فهذا يعني أن هناك غناء بعضه سيكون بالفصحى وآخر بالعامية، كما يعنى أن هناك ردادين وموسيقيين، لافتا إلى أن السمرة لا يحتكر فيها نوع معين من الغناء بل يقدم فيها فنون الصوت البحري والقادري والسامري وغيرها من الفنون.
وكشف العماري عن أن حبه للسمرات وهذا النوع من الفنون الشعبية الأصيلة، جعله يقدم برنامجا إذاعيا أطلق عليه “عود ومرواس” وقدم من خلاله فنون الصوت الشعبية وكان ذلك مع فتحي الصقر وعبدالمحسن المطوع، مشيرا إلى ان مشاكل الفن الشعبي الآن كثيرة لأن من يحاول الاقتراب منه يبحث عن الشهرة فقط سواء كان موسيقي أو حتى مطرب، على عكس الماضي، حيث كانت كل هذه العناصر تتكاتف للعمل مع بعضها البعض.
وأضاف أن الفنون اليمنية جميلة ورائعة ولكنها ليست هي فقط السمرة، حيث إن الكويت هي قبلة الفن الشعبي منذ القدم وكان هذا الفن مزدهرا منذ الستينات وحتى نهاية الثمانينات، مبينا انه ما زال موجودا والكثير يقوم بممارسته لكن المشكلة في استعجال الشهرة فقط.
وقدم العماري في هذه السمرة مجموعة من الأغنيات من بينها فن صوت عربي “يا سعود” ثم انطلق مع الفن اليماني وقدم “ما بنساك” ومن بعدها “لو عطوني الذهب، السمر والبيض، طير أفكاري غزال” وغيرها، حيث كانت تجربة مختلفة في هذا البرنامج وتفاعل مع الحلقة تحديدا رواد “السوشيال ميديا” بشكل كبير.