حسن علي كرم
وفق تصريح لوكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله، والذي كعادته تأتي تصريحاته بخلاف الواقع قال ان وزارته:” لن تتردد في محاسبة من يتطاولون على الكويت”، و في السياق ذاته تسأل النائب صفاء الهاشم وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد عن عدد القضايا المرفوعة من البعثات الخارجية ضد المتطاولين على الكويت ورموزها”، وحتى هذه اللحظة النائب الهاشم ومعها محبو الكويت ينتظرون بصبر وحرقة قلب رد السيد الوزير على السؤال، رغم ان الأمل بعيد كل البعد عن ان يرد الوزير، بصراحة وبأرقام مدعمة واسماء الدول التي يتطاول مغردوها، او صحافتها، او قنواتها التلفزيونية، من يقف خلفها ويحرضها على شتم الكويت والتطاول على رموزها وشعبها!
التغريد والشتم والمعايرة والتطاول على الدولة، والرموز والشعب هو نوع من الشيطنة والسفاهة والعبث والمراهقة، ولا ينبغي ان نعدها انها تصرفات او نزق او حماقة من شباب مراهقين.
اذا عرفنا ان المغردين والقنوات التلفزيونية والصحافة في بعض ديار”العربان” لا يعبرون، لذلك فاذا استغل بعض السفهاء، من أمثال المدعو حمد المزروعي، الذي يتفوق في البذاءة والسفاهة كل سفهاء العالم، وجد من خلال موجة الأمطار الكثيفة التي هطلت على البلاد، مناسبة لكي يشمت بالكويت، فما هذا الا لانه مصاب بالحول، فاذا كانت كوارث الكويت شكلت له فرصة للشماتة، وعمي عن الاخرين، لا سيما ان المنطقة، بلا استثناء، غرقت في موجة الأمطار غير المعهودة، الامر الذي اضطر الأهالي في بعض الديار ترك منازلهم، والبقاء في الشوارع والسكيك، وفي كل الاحوال الكوارث ليست مناسبة للشماتة، انما مناسبة للتضامن والتعاضد والمساعدة، لكن قاتل الله الغرور والجهل، فالعمى ليس عمى العيون، لكنه عمى القلوب، وهنا العقدة.
نقول لا تغيظنا ولا تهزنا شماتة الشامتين، فالكويتيون، رجالاً ونساءً، وقفوا وقفة رجل واحد ازاء هطول الأمطار المفاجئة والغزيرة، وهي كميات لم تهطل على البلاد منذ نحو سبعة عقود، لذلك لا يهمنا اذا رجف المرجفون، وفرح الجهلاء، وأقاموا حفلات الردح على مصائبنا، فستبقى الكويت قوية ومتماسكة بفضل رب كريم، وشعب طيب، واذا خاطبهم الجاهلون فقولوا سلاما.
اما الموضوع الثاني، فهو حكاية وزيرة الهجرة المصرية مع الكويت، اولاً وبصراحة لا تعنيني تصريحات الوزيرة المصرية، التي استمرأت استعمال اللغة الفوقية مع الكويت، ذلك ان هذه الوزيرة المسؤولة، التي تتحدث باسم حكومتها، لم نعتد نحن التحدث باللغة الفوقية ذاتها، فمن شيم العقلاء التواضع، لكن حان الوقت لكي نضع النقاط على الحروف، وان نعرفهم اننا باستطاعتنا ان نتحدث باللغة ذاتها، لكن تأبى اخلاقنا ان نسلك سلوك الجهلاء، و نقول لئن كان لمواطنيهم خطوطاً حمراء للكويتيين ايضاً كرامات وخطوط حمراء، من هنا لا نريد الدخول في مساجلات ومعارضات سخيفة، بقدر ما نطالب حكومتنا عملياً اتخاذ الأجراءات الفورية، لحفظ هيبة و كرامة الكويتيين وعزتهم الذين ابوا ان ينكسوا رؤوسهم في اصعب الظروف.
ان ما يربط الكويت بمصر تاريخ طويل من العلاقة، لكن هذه العلاقة ينبغي ان تكون محل الاحترام والمعاملة بالمثل، لا تتأثر بالحوادث الفردية والطارئة، واذا، وفق، زعم الوكيل الجارالله، لا تسمح وزارته بالتطاول على الكويت، فنرجو ان يترجم الكلام الى أفعال، فها هي وزيرة في حكومة بلادها للمرة الثالثة، او الرابعة، تتطاول على الكويت، تتدخل في الامور السيادية، فماذا أنتم فاعلون حفظاً لكرامة مواطنيكم؟
وعليه نقول صراحة تصريحات خالد الجارالله للاستهلاك، فلم نسمع ان وزارة الخارجية، او سفاراتنا حركت قضايا ضد المسيئين والمتطاولين على الكويت، او عن احكام صدرت ضد المغردين، او عتذرت حكوماتهم، او اقلها اعتذر مسؤولوهم عن الاساءات التي تصدر من سفهائهم، وللحقيقة لا يوجد سفهاء، انما مجندون لشتم الكويت بحسابات وأثمان!
يحزننا اذا قلنا لقد باتت الكويت هدفا للسفهاء، فيما يُزج بأبنائنا في السجون اذا بادروا للرد على هـؤلاء، فهل هذا ما يرضيك يا حكومتنا ويا خارجيتنا؟
يا سادة نحن الشعب الوحيد الذي يتجرع إهانات، وحكومتنا تتفرج!
صحافي كويتي