الحزمة الجديدة تطال “الطاقة الذرية” و50 بنكاً و200 شخصية وشركتي الخطوط الجوية والسفن
واشنطن، طهران، عواصم- وكالات: أحكمت الولايات المتحدة الطوق على عنق الاقتصاد الإيراني، وشرعت، عملياً، في “خنق” نظام الملالي بـ”حزمة العقوبات الأشدّ”، التي دخلت حيّز التنفيذ أمس، بهدف “تحجيم نفوذ” طهران ووقف أنشطتها “المزعزعة لاستقرار الشرق الأوسط”، وإلا ستلاقي “إجراءات إضافية” لاحقة أشدّ بأساً وضراوة… وكعادته، في المكابرة والانفصال عن الواقع، أعلن النظام الإيراني، على لسان رئيسه حسن روحاني أمس، تصميمه على “خرق العقوبات” الجديدة، ومواصلة “بيع نفطنا”، فيما أطلق الجيش والحرس الثوري الإيرانيان مناورة عسكرية جويّة واسعة على مساحة تقدّر بنصف مليون كيلومتر مربع، وتستخدم فيها منظومات صواريخ محلية وأنظمة حرب إلكترونية. وقال وزير الخزانة ستيفن منوتشين في بيان إن “فرض الخزانة لضغوط مالية غير مسبوقة على ايران ينبغي أن يوضح للنظام الايراني أنه سيواجه عزلة مالية متزايدة وركودا اقتصاديا حتى يغير أنشطته المزعزعة للاستقرار بشكل جذري”.
وذكر البيان أن العقوبات تشمل 50 بنكا وكيانات تابعة لها ونحو 200 شخص وسفينة في قطاع الشحن والطاقة، كما تستهدف الخطوط الجوية الايرانية “إيران اير” ونحو 65 من طائراتها، وموضحا أنه تمت إضافة منظمة الطاقة الذرية الايرانية وأفرعها والافراد المرتبطين بها.
بدوره، أكد مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، أن واشنطن ستفرض المزيد من العقوبات.
وقال في مقابلة مع شبكة “فوكس بيزنس”: “سنفرض عقوبات تتجاوز هذا. لن نرضى ببساطة بمستوى العقوبات التي كانت موجودة في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في 2015”.
وفي اطار حملة انتخابية في تشاتانوجا بولاية تنيسي قال الرئيس دونالد ترامب في وقت متأخر أول من أمس، “إن سياسة أقصى الضغوط تؤتي ثمارها، مضيفا أن “ايران بلد مختلف كثيرا عما كان عليه عندما توليت منصبي، كانوا يريدون السيطرة على الشرق الاوسط. والان يريدون فقط البقاء”.
في المقابل، تعهدت ايران تحدى العقوبات، ونددت بمحاولة واشنطن تحجيم برامجها الصاروخية والنووية واضعاف نفوذها في الشرق الاوسط، بوصفها حربا اقتصادية.
وأكد الرئيس الايراني حسن روحاني أن بلاده “ستلتف بفخر” على العقوبات، قائلا “أعلن أننا سنلتف بفخر على عقوباتكم غير المشروعة والظالمة لانها تخالف القوانين الدولية”، ومؤكدا عزم بلاده مواصلة تصدير النفط مهما كلف الأمر.
وأضاف “نحن في وضع حرب اقتصادية ونواجه قوة متغطرسة. لا أعتقد أنه في تاريخ أميركا دخل شخص إلى البيت الابيض وهو يخالف الى هذا الحد القانون والاتفاقيات الدولية”.
وقال: “يواصلون توجيه تلك الرسائل إلينا ويطلبون الجلوس للتفاوض. التفاوض من أجل ماذا؟”، مضيفا “عليكم أولا الالتزام بالمفاوضات التي أنجزت، لكي يكون هناك أسس للمفاوضات المقبلة”، وموضحا أن أربع دول عرضت عليه خلال زيارته الى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة في سبتمبر التوسط مع الولايات المتحدة لكنه رفض ذلك، معتبرا أنه “لا حاجة للوساطة، ولا حاجة لكل هذه الرسائل. التزموا بتعهداتكم وسنجلس ونتحاور”.
من جانبه، كتب وزير الخارجية محمد جواد ظريف على “تويتر” يقول إن “تنمر أميركا يرتد عليها”، مضيفا أن “أميركا وليست ايران هي المعزولة”.
وقال إن “الاستبداد الأميركي سيأتي برد فعل عكسي، ليس فقط بسبب أهمية الاتفاق النووي، ولكن لأن العالم لن يسمح لترامب وشركائه بتدمير النظام العالمي”.
من جهتها، أعلنت الخارجية الإيرانية أن الاتصالات مستمرة مع الدول الأوروبية حول الآلية المالية، التي تتيح لإيران الالتفاف على العقوبات، وقال المتحدث باسمها بهرام قاسمي إن “الآلية المالية الأوروبية تمضي بصورة جيدة، ونأمل بتحديد خطوطها العامة والإعلان عنها ودخولها مرحلة التنفيذ في وقت قصير”.
بدوره، قال مسؤول ايراني كبير، إن بلاده ليست قلقة ولن ترضخ للضغوط لتغيير سياساتها، مضيفا “هذه العقوبات ليست جديدة ونحن معتادون عليها”.
بالتزامن، بدأت إيران مناورة جوية واسعة بمشاركة قوات الجيش و”الحرس الثوري” على مساحة تقدر بنصف مليون كيلومتر مربع، بإستخدام منظومة صواريخ محلية الصنع والحرب الالكترونية.
وقال التلفزيون الرسمي الايراني، ان المناورة انطلقت تحت شعار “سماء الولاية” بإستخدام اجهزة الرصد الجوي وانظمة الدفاع الجوي المجهزة بأحدث الاجهزة والتقنيات لمواجهة الصواريخ المضادة للرادار وصواريخ كروز.
واضاف ان اليوم الاول من المناورة شهد اطلاق صواريخ محلية الصنع كصواريخ من طراز “خرداد” و”تلاش”، والكشف عن منظومة “سراج” المدفعية لضرب الاهداف الجوية.
وستجري الوحدات العسكرية المشاركة في المناورات التي تستغرق يومين تدريبات متنوعة في مختلف المجالات، منها السيطرة واكتشاف وتدمير الأهداف المعادية فضلا عن تنفيذ عمليات دفاعية في اطار الحرب الالكترونية واستخدام المنظومات الجوية بطيار ومن دون طيار.من جهة أخرى، اتهمت إيران إسرائيل بشن هجوم الكتروني فاشل على أنظمة اتصالاتها.
وقال وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد آذري جهرمي على صفحته في “تويتر”، إن إسرائيل التي لديها “تاريخ طويل في اللجوء إلى الهجمات الالكترونية بما فيها استخدام فيروس (ستاكس نت) حاولت من جديد ضرب البنى التحتية للاتصالات في ايران”، موضحا أن “فرقا فنية ومن خلال تحليها بالوعي واليقظة أحبطت هذه المحاولات”، مضيفا “سنتابع هذا العمل العدائي لدى الأوساط الدولية”.
بدوره، أعلن رئيس مجلس إدارة شركة الاتصالات حميد فتاحي أن الفرق الفنية أحبطت محاولات لاختراق أنظمة الاتصالات في وقت مبكر أمس.