تونس ـ أ ف ب: فاز فيلم “فتوى” التونسي، الذي يدور حول سعي رجل لفهم سبب سلوك نجله طريق التشدد، بجائزة “التانيت الذهبي” للفيلم الروائي الطويل، أهم مكافآت “أيام قرطاج السينمائية”، التي اختتمت السبت في تونس.
وأقيم المهرجان الشعبي المكرس للأفلام العربية والأفريقية، رغم وقوع حادث ارهابي قبل أيام قليلة على انطلاقه في الجادة الرئيسية بالعاصمة التونسية. وهو جذب في دورته التاسعة والعشرين الكثير من التونسيين منذ الثالث من نوفمبر الجاري، بعد أن قضت انتحارية في العقد الثالث من عمرها عندما فجرت شحنة ناسفة كانت تحملها أمام دورية أمنية في شارع الحبيب بورقيبة، الشريان الرئيسي في قلب العاصمة التونسية، ما أدى إلى سقوط 20 جريحا بينهم 15 شرطيا. ويقع مقر المهرجان على بعد أمتار قليلة من مكان الاعتداء.
وشارك حضور كبير في الحفل الختامي للدورة التي شدد المنظمون على أنها “تحتفي بقيم التسامح والانفتاح وحب الحياة”، فيما انتشر عدد كبير من عناصر الشرطة في وسط المدينة لضمان الأمن.
ويتتبع فيلم “فتوى” من إخراج محمود بن محمود وانتاج الشقيقين البلجيكيين جان- بيار ولوك داردين، رجلا يعود من فرنسا إلى تونس، ليواري نجله الثرى، وليكتشف أن هذا الأخير كان ناشطا ضمن جماعة إسلامية متطرفة.
وقال بن محمود بعد تسلمه الجائزة: السينما ككل الإنتاجات الثقافية، تلعب دورها لتفتح عيون الشباب، وتقيهم من الانحرافات الإجرامية الدامية التي استهدفت بلادنا.
وفاز الممثل التونسي أحمد الحفيان الذي يقوم بدور الأب في الفيلم، بجائزة “أفضل ممثل”.
ومنحت جائزة “التانيت الفضي” للفيلم الروائي الطويل إلى “يوم الدين” للمصري النمسوي أبو بكر شوقي. وكان هذا الفيلم مرشحا للفوز بجائزة “السعفة الذهبية” في مهرجان “كان” 2018.
ويروي الفيلم قصة شاب مصاب بالجذام يبحث عن جذوره في البلاد، إلى جانب يتيم نوبي يرافقه.
ونال الفيلم السوري “مسافرو الحرب” لجود سعيد جائزة “التانيت البرونزي” في الفئة نفسها.
أما “التانيت الذهبي” لأفضل وثائقي فكان من نصيب الفيلم المصري “أمل” للمخرج محمد صيام، الممنوع عرضه في مصر. ويعطي هذا الفيلم للمرأة المصرية مكانتها في ثورة العام 2011 من خلال مراهقة ناشطة.
وقال صيام بعد تسلمه الجائزة: الفيلم رحلة صعبة، وللأسف الشديد لأسباب غير معروفة تم منع عرضه في دول عربية، لكن السياسة شيء والفن شيء”.
وأضاف: لكن السلطات دائما تخاف من النقد. أقول بكل بساطة يجب ألا نخاف من النقد. أهدي هذا التتويج إلى “أمل” وإلى مصر.
ويرصد الفيلم حياة فتاة مصرية “متمردة” في الرابعة عشرة من عمرها باحثة عن هويتها في بلد يعيش مخاضا. وتشارك الفتاة بحماسة في الاحتجاجات الكبرى خلال فترة الثورة لا سيما في ميدان التحرير.
ونالت الكينية سامنتا موكاسيا جائزة “أفضل ممثلة” في المهرجان، عن دورها في فيلم “رفيقي” ـ كينيا.
وضمت المسابقة الرسمية لمهرجان “أيام قرطاج السينمائية 2018” المكرسة للمخرجين العرب والأفارقة 44 فيلما، من بينها 11 فيلما وثائقيا، و13 فيلما روائيا. وتخلل المهرجان عرض أكثر من 200 فيلم من العالم بأسره.
وشمل المهرجان أيضا عرض أفلام في ستة سجون تونسية، بحضور نحو 500 سجين، بتنظيم مشترك بين إدارة المهرجان والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب ووزارة العدل، التي تشرف على السجون في تونس.
وقد افتتحت دورة هذه السنة بفيلم “بلا موطن” للمخرجة المغربية نرجس نجار.


