مشعل أبا الودع الحربي
المساجد أعظم بقاع الأرض، وذلك أن الله أضافها الى نفسه إضافة تشريف وتعظيم، فقال تعالى:” وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا”.
ووعد عباده القيمين عليها بعمارتها بأن يجعلهم من المهتدين:”إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلاالله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين”.
وإذا تأملنا أمر المسجد نجد أنه من قواعد الإسلام، إذ بالمسجد تقام الصلوات جماعة، والدروس فيها، ومجالس العلم تعقد فيها، فصار وجوده مما يعطي الإسلام مكانته.
والله تعالى جعل لمساجده فضائل، أنه سبحانه وتعالى جعل الذاكرين له فيها رجال يوفون ماعاهدوا يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار، ليجزيهم أحسن ماعملوا، ويزيدهم من فضله.
وفي يوم القيامة مع شدة العذاب، جعل المولى من السبعة الذين يظلهم بظله يوم لأظل إلا ظله، رجل قلبه معلق بالمساجد، أي قلبه مشتاق إلى المساجد بعمارتها، ونظافتها، وتهيئتها تهيئة تليق بمقامها، والحرص على إحياء رسالتها من صلاة وأذكار.
وقد قدم لنا النبي( صلى الله عليه وسلم) درسا عند هجرته إلى المدينة، أن أول عمل عمله هو بناء مسجده الشريف، ليكون مأوى أفئدة المؤمنين من صلاة ودروس، وقبله إبراهيم الخليل (عليه السلام) لما أسكنه الله مكة أمره ببناء بيته الحرام للطائفين والعاكفين والركع السجود، وجعل الله بعض المساجد من الأماكن التي تشد إليها الرحال على لسان نبينا (صلى الله عليه وسلم)” لاتشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، مسجدي هذا، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى”.
والذين يمنعون إقامة المساجد، والسعي في خرابها ان لهم خزيا في الحياة الدنيا، وفي الآخرة لهم عذاب عظيم.
والمساجد تمويلها وتسيير امرها يختلف وفق الأحوال والظروف والأماكن، فبعض البلدان لها وزرارت تشرف على البناء والإنفاق عليها، بالأثاث والتكاليف من إمامة وغيرها، وبعض البلدان يقوم متطوعون بالبناء ويشرفون عليها بتسيير الأمور فيها من أجرة إمام وغير ذلك.
بعد انتشار ظاهرة الإرهاب والتطرف في الآونة الأخيرة، وظهر فتيان السوء بالتشدد والاعتداء على الناس جميعا، بالتأثر بدروس وفتاوى من ليسوا مؤهلين لذلك، صارت المساجد موضع الاتهام من نمو الإرهاب، مما أدى إلى إغلاق بعض الدول المساجد خوفا من المعتدين الآثمين الذين لايفرقون بين مسجد وغيره.
والمسجد بريء لأنه مكان طاهر نظيف، من دخله كان آمنا، يشعر بالسعادة النفسية، بعيدا عن الأدواء القلبية.
كاتب سعودي