سعود السمكة
ليس لدي معلومات، لكن تراودني قناعة بأن ما قام به سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك من إجراءات فورية وسريعة، تمثلت بإعفاء قياديين في وزارات وهيئات ذات الصلة بالحالة التي وصل بسببها البلد الى حد الكارثة، هي إجراءات ستستمر من دون أن تتوقف لتحول هذه الحادثة الكويت إلى فتح صفحة جديدة بأسلوب وثقافة سيختلفان عما كانت عليه الكويت قبل الحادثة، وعليه فإني وبناء على هذا الشعور الذي يراودني منذ اليوم الأول الذي غرقت فيه بعض الضواحي والمناطق والإجراءات الفورية التي اتخذها سموه على إثرها، انصح كل مهندس في وزارة الأشغال، أو هيئة الطرق، أو الكهرباء، أو أي قطاع من قطاعات الدولة، يحمل شهادة مزورة أن يبادر ليقتص الحق من نفسه ويغادر وظيفته قبل أن يصله الدور، وساعتها لن تكتفي الدولة فقط بتسريحه من العمل، إنما سيحال إلى القضاء فورا، وعليه أيضا على كل من يعتلي منصبا قياديا وكان طريق وصوله شهادة مزورة، فيتحسس رأسه لأن الدور واصله لا محالة، وعليه أيضا على كل من وصل إلى وظيفة قيادية وكيل أو وكيل مساعد ساقطا على المرفق ببراشوت متجاوزا جميع الكفاءات ذات الخبرة والمهنية وسنين الخدمة في القطاع أن يصفط أغراضه استعدادا لساعة التجميد ومن ثم عدم التجديد يليه الإعفاء.
إن الحدث جلل موجع للكويت، حيث تأثرت سمعتها كبلد يفترض أن لا تحصل فيه مثل هذه الكوارث، على اعتبار أن حالته ميسورة بفضل الله وبامكانه أن يحظى بأقوى وأمتن بنية تحتية على الإطلاق تستطيع من خلالها مواجهة أحوال جوية أضعاف ما حصل لها في اليومين الماضيين، والحدث مؤلم لحكومة الكويت وبالاخص رئيسها الذي كان يتعامل مع وزراء طيلة السنين الماضية كرجال دولة مؤتمنين على وظائفهم، واذا البعض منهم للاسف لا يستحق ثقه ان يسلم وظيفة رئيس شعبة، والحدث مؤلم على الناس الذين واجهوا هذه الحالة على حين غرة، حيث هجمت عليهم المياه في بيوتهم وفي طرقهم وشوارعهم واتلفت املاكهم، والحدث مؤلم على الدولة التي بدورها سوف تتكفل بتعويض ما خسره الناس من أملاك سوف تصل مبالغ هائلة.
من خلال هذه القناة ولمعرفتي بشخصية سمو رئيس الوزراء وحرصه على عملية الاصلاح، ومن خلال الاجراءات التي تمت لبعض القياديين في وزارة التربية على التقصير المستمر لسنوات في تجهيز موسم المدارس، وتركها من دون تكييف ولا مياه باردة، حيث تم اعفاء المقصرين فان من الطبيعي ان تكون هناك ثورة ادارية مقبلة اذ لا يمكن ان تكون لدينا عملية بناء للبنى التحتية وهناك مهندسون شهاداتهم مزورة يعملون في القطاعات ذات الصلة، ولا يمكن للدولة ان تنمو اداريا على النحو الصحيح وفي جنباتها قياديون سقطوا على قطاعاتها ومؤسساتها بالبارشوت متجاوزين بذلك كل المثل والجوانب الاخلاقية، وعلى اكتاف اهل الكفاءة والخبرة وتقادم الخدمة.
هذه الثقافة يا سمو الرئيس هي التي اوصلتنا الى هذه الكارثة، وهي التي جعلت الكويت تبتعد عن طريقها الذي وصلت من خلاله الى موقع عروس الخليج، حيث سبقتها جميع دول الاقليم، اعلم جيدا وبثقة تامة بان هذا امر لا يسرك ولا يسر كل محب للكويت، وعليه فلتكن هذه الحالة فاصلة بين اليوم والامس، لنثأر جميعا لوطننا الذي اختطفه اهل الفساد والمزورون والمنزوعون من فضيلة الولاء والباحثون عن الاثراء الحرام، لنجعل من هذه الحالة، رب ضارة نافعة، ونوظف الاتي من الزمن في عمليات جراحية لتطهير جسد الوطن الكويتي من افة الفساد والمفسدين الذين دمروه وما زالوا يمارسون فسادهم ونقضي على جذوره.
لقد انتصرنا من خلال تكاتفنا والتفافنا كالجسد الواحد خلف قائدنا الشيخ صباح الاحمد، حفظه الله ورعاه، ضد من اراد ان يهدم المعبد على من فيه، فلول الاخوان المسلمين وشرذمة غوغائية ادعت انها معارضة وطنية، بينما هي معارضة ضد الوطن واهله ونظام حكمه، وان شاء الله لن نعجز بتكاتفنا والتفافنا حول القائد عن هزيمة الفساد لنعيد الكويت الى رونقها.
نكرر شكرنا اللا محدود لجنود الميدان وفرسان المهمات الصعبة الذين يواصلون الليل بالنهار لتخفيف اثار هذه الحالة الاستثنائية بقيادة سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك ونائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ خالد الجراح.