ديوان المحاسبة في تقريره السنوي الذي غالبا ما ينشر ويحصل على ضجة وتتفاعل الناس معه، ثم يذهب مع الريح، فلا يلتفت له احد ورد في التقرير ان الصحة اهملت في تحصيل الرسوم وثمن الأدوية من وافدين هربوا من أجنحة المستشفيات الحكومية من دون أن يدفعوا رسوم العلاج والادوية!
وعند هذا الحد تنتهي الحكاية، وتصبح الرسوم وقيمة الأدوية ديونا يشك في تحصيلها! والوافد يهرب ثم يتجول في مناطق الكويت حرا طليقا الى ان تحين ساعة الخلاص السنوية، وهي فترة السماح التي تتكرم بها الداخلية على الوافدين المخالفين في كل سنة، ليغادر البلاد المطلوب منهم والمخالف الى موطنه معززا مكرما لاخوف عليهم ولاهم يحزنون!
اما لوكان الهارب من سداد الرسوم مواطنا كويتيا لرأيت ضبطه واحضاره عملا عظيما، يفتخر فيه رجال المباحث الذين يرابطون عند بيته حتى يلقى القبض عليه، فيحذف حذفا في نظارة التنفيذ الى ان يعرض على قاضي التنفيذ، والطامة الكبرى اذا كان احد معارفه يعمل بالتنفيذ فهو اول من يلقي القبض عليه، وإذا كان معروفا فسرعان ما يسرب خبر إلقاء القبض عليه في جميع وسائل التواصل الاجتماعي، ليصبح حديث الناس، وكل من يمرعليه الخبر يزيد بمحتوياته ليصبح مسلسلا تركيزكم اجزاء عدة!
في الوقت نفسه مجاميع الاشقاء الوافدين تهرب من المستشفيات، وما جاء في تقرير ديوان المحاسبة قليل من كثير، فلا يجري البحث عنهم، مع العلم ان احدهم يقدم معلومات كاملة عن نفسه قبل دخوله المستشفى، وعنوانه واضح، واسم كفيله اذا كان مادة20او 18!
الا ان الديون لا تحصل، وبالتالي تعتبر من الديون التي يشك في تحصيلها!
ولا يستبعد أن موظفي المستشفيات من الجنسية نفسها يحرضون أبناء جنسيتهم على الهرب، على اساس انها برد وسلام، مع العلم ان الرسم لا يغطي الاّ جزءا بسيطا من تكلفة العلاج، والباقي تتحمله الحكومة، اما قيمة الأدوية فحدث عنها ولاحرج، فهي لاتصرف الا لهم، خصوصا الأدوية غالية الثمن، فهل فكرت الوزارة في حل لكل هذا، ام ان الموضوع يسير على البركة؟
ولَم يتحدث تقرير الديوان عن ساكني المستشفيات من الإخوة الوافدين، وصغار وكبار السن الذين يتركهم ذووهم بالمستشفيات، ويهربون منهم ومن دفعهم الرسوم، ولا يتخذ فيهم اجراء من باب الانسانية، حتى شغلوا أسرة يحتاجها المرضى من دون داع.
والطامة الكبرى حين يصرف للمواطن المستحق علاج شهر او نصف شهر بينما يصرف للوافد، خصوصا أبناء الجنسية إياها، ثلاثة أشهر كاملة يقوم بإرسال اغلبها الى بلده، وقد سبق ورأينا ذلك بفيديوهات مصورة لأكياس ثقيلة يحملها الوافد وينصرف فيها من صيدلية المستشفى، ولَم يذكرها تقرير ديوان المحاسبة، فالأدوية غالية الثمن ما ان تصل الصيدليات حتى تنفد الكمية فور وصولها، فهم يوقّتون وصولها فتصرف لهم، والكويتي الذي لا يراجع بالعادة الا بعد العاشرة صباحا يصدم بنفاد الكمية…زين.
طلال السعيد